نتخابات 2009 ، ما كان سيكون

يوم الثلاثاء الوشيك ستجري الانتخابات للكنيست . وللذي تابع هذا الموضوع عن جنب دون ان يكون له مآرب واهداف ومصالح ، فلا بد له ان يكون قد شعر جيدا ان اجواء هذه الانتخابات في الشارع اليهودي ،
توحي بنفس الاجواء عشية الانتخابات للكنيست المنصرفة .
تابعنا الليلة الفائتة برنامج الشريط الاخباري الاسبوعي في القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي باللغة العبرية . في هذا البرنامج ، استضاف المقدمان اياله حسون وبن كسبيت بشكل ملفت المرشحين لرئاسة الحكومة من الليكود بنيامين نتنياهو ومن العمل ايهود براك كلا على انفراد بعد ان التقيا وتصافحا في غرفة المكياج للتلفزيون . وما سمعناه منهما هو نفس الكلام بنفس النغم الذي سبق سمعناه منهما او من غيرهما من ابناء حزبيهما قبل الانتخابات الفائتة . نتنياهو الذي بدا خائفا من النتائج بعد ان كان متأكدا انه سيفوز بفارق كبير من المقاعد عن الحزب المنافس حزب كديما . ولاول مرة قال ما معناه اذا انتم صوتّم لشاس او لليبرمان او لاي حزب يميني اخر " ممن يدعمونني " هذا عمل خطأ . لان ذلك يصب في مصلحة تسيبي ليفني رئيسة حزب كديما " اليسارية " حسب رأي نتنياهو . نتنياهو اذن غيّر التكتيك ولم يعد يعطي ليبرمان صاحب النزعة العنصرية العنان لمواصلة الاندفاع بارائه المبنية على اساس كراهية العرب . ويبدو ان اندفاع حزب ليبرمان على اساس كراهية العرب كان بمثابة نار كوت ايضا فرص الليكود للحصول على فارق كبير من الاصوات امام الحزب المنافس كديما .
كذلك تحدث في نفس البرنامج مرشح حزب العمل لرئاسة الحكومة ايهود براك الذي كان للعرب مرة الفضل الاكبر بان تبوأ على مقعد رئيس الحكومة لكنه لم يقدّر ذلك في حينه وكان اول من ضربنا في احداث اكتوبر 2000 . تحدثنا عن براك وليس اقل منه المرشحان الاخران بنيامين نتنياهو وتسيبي ليفني ان لم يكونا اكثر .
يذكر انه على الرغم من كل ذلك يعتبر الشارع اليهودي ايهود براك يساريا ، طبعا قياسا لغيره من الاحزاب المتطرفة .
براك قال معناه ان افضل معادلة يتمناها بعد انتهاء يوم الانتخابات ليلة الثلاثاء / الاربعاء هي ان تتكون 4 كتل حزبية قوة كل واحدة منها 20 مقعدا في الكنيست تقريبا ، مشيرا الى انه يقصد اولا حزبه العمل ولكن قبله الليكود وكديما وربما ليبرمان ايضا . فماذا نتوقع نحن العرب في هذه البلاد للسنتين الثلاث او الاربع القادمة ؟
الجواب واحد ووحيد ان يكون لدى الادارة الامريكية ما فيه الكفاية من القوة والرغبة لفرض حل عادل وشامل يضمن واهم ما يضمن اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل ، تحظى بكل حقوقها وتستعيد كل اراضيها المحتلة عام 1967 وتعيش بامن وامان مثل كل شعوب العالم .
نحن لا نستطيع ان نقول ان ثمة املا كبيرا بتحقيق هذه الامنية الشرعية بغض النظر عما ستسفر عنه الانتخابات القادمة وهذا امر مؤسف جدا .

شكراً عل معلومة